مركز تجديد للنشر والتوزيع - صلاح عبد الفتاح

ناشرون متخصصون فى علوم الشريعة والفكر الإسلامي والكتب والصوتيات والمرئيات

random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

إشكالية طرح العقيدة الإسلامية في ظل غياب مدرسة الإصلاح والتجديد - صلاح عبد الفتاح

 

إشكالية طرح العقيدة الإسلامية في ظل غياب مدرسة الإصلاح والتجديد

إن هذا المعترك الفكرى الذى أراه بعد الثوارت العربية

والذى يتبارى أبناء الفكر الإسلامي فى إبراز دراساتهم فيه

والذى يستغرق جهودهم فى الحديث عن موضوعات تتعلق بعلوم الكلام ... وخاصة بعض أبواب العقيدة من منظور علوم الكلام

والحديث عن الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة وقضاياهم ومعتقداتهم وإعادة طرحها وبلورتها والأخذ منها والرد عليها

وإن كان ولا بد من طرح العقيدة فأفضل طرح لها يكون من خلال رؤية مدرسة الاصلاح والتجديد

وإن لم يمكن هذا حيث لا يوجد ممثل عقدى لهذه المدرسة حاليا فيكون طرحها من المنظور السلفى

فقد أجاد السلفيون فى هذا وأبدعوا

وإن كان عليهم بعض الملاحظات

إلا أن جهدهم فى هذا مشكور

أما طرحها من خلال رؤية الأشاعرة أو الصوفية أو المعتزلة

فهو طرح بارد مدجن مفتعل له غايات أخرى لا تغيب عن حصيف

أقول :مآل كل هذا الطرح العقدى المعاصر الكلامى الأشعرى الصوفى ....

إلى التبخر والزوال

ولا قيمة له

وسينتج عنه فشل جديد للحركة العلمية الإسلامية

لا يقل فداحة عن الفشل السابق

إضافة إلى أن كل هذا- من وجهة نظرى - لا يراد به وجه الله والعلم ولا يخضع لمنهحية علمية

وإنما يراد به تفكيك السلفية - المفككة أصلا - قبل هذه الحركة الراهنة

وبناء تصوف علمى كبديل لها برعاية عالمية

وهذا أيضا مآله الفشل

إذا أن التصوف - بمعنى الصوفية وليس كمنهج علمى - قد تلقى ضربة قاضية من السلفية بعثرت فتاته وفضحت زيف أتباعه

إضافة إلى الضربة العقلانية له كمنهج

إضافة إلى كون التصوف يقدم من طرف خارج عنه كبديل للإسلاميين

ولو أنه قدم نفسه بنفسه لكان ذلك أدعى لنجاحه

ولكنه يسير - بدون قصد منه - وفق خطة وضعها له النظام العالمى بأجنحته الليبرالية والعلمانية والسلطوية

إضافة إلى كون هؤلاء اللذين ينحون هذا المنحى العلمى الكلامى

يحاولون تطعيم عقيدتهم بالفلسفة وعلم الكلام ليكون اكثر رصانة ومتانة

وفى الحقيقة الفلسفة التى يدعون إليها فلسفة قديمة كان يجب ان تكون فيما بعد عصر بن رشد وما بعد العصر الوسيط

وليس فى هذا العصر

إذ أنهم يتفلسفون وكأنهم يجلسون مع من يختلف مع ابن رشد

وهذا عفا عليه الزمن وتم تطويره فى المدارس الغربية المتنوعة والتى أخذت فلسفة بن رشد وقامت بتطويرها

وإذا كان لهم - أى الصوفية - أن يستخدموا الفلسفة فى تزيين معتقدهم وتمريره

فهذا يكون من حيث انتهى فلاسفة الغرب بعد الفيلسوف الغربى هيجل الذى هو آخر الفلاسفة الغربيين

وليس فيما انتهى الفلاسفة المعارضون لابن رشد فىما بعد العصور الوسطى

إضافة إلى أن هذا النوع والمستوى من الفلسفة وعلوم الكلام

هو فى حقيقته يستخدم فى المناظرة والجدل بين الفرق وليس فى بناء عقل فلسفى أو تدعيم العقيدة للمجتمع

أقول : ومن هنا يجب على الجيل العلمى الجديد الذى بدأت براعمه فى الظهور

أن يصحح المسار

ولا يقع فيما وقعت فيه السلفية القديمة التى أضاعت جهودها فى تحرير مسائل الخلاف فى أبواب الأسماء والصفات والتشبيه والتجسيم والإستواء وما شابه

ونفس الخطأ يتم تكراره ولكن بمنهج الأشاعرة والمتكلمين

بعد أن سبقتهم السلفيون

ومآل هذا الزخم

تفكيك الأشاعرة عند وصولهم لمستوى التفكيك

ومستوى التفكيك هو المردود الطبيعى للتأسيس العلمى الخطأ - والذى ينتهجه الصوفية لمجابهة السلفية- والذى ينتج عنه الرغبة فى المواجهة - التى تتجنبها اى منظومة لضعفها وخوفها على الذات من الآخر وليس لكون المواجهة مخالفة للشرع كما يدعون - الفكرية والمشاركة السياسية على المستوى المحلى والعالمى والميدانى وإلا كانت دعوى العلمية بلا قيمة

وعند الوصول لهذا المستوى يصدر الأمر بالتفكيك لغياب العلمية الحقيقية والصدام مع الآخر الذى يقود

إضافة إلى التدجين والهشاشة العقلية والنفسية وغياب نقد الذات

كما حدث فى السلفية

إن الإصلاح الحقيقى يجب ألا يخضع لأى تيار أو توجه سواء كان سلفى أو صوفى أو إخوانى أو سلطوى

وإلا فقد فاعليته وأصبح خاضعا لإيديولوجيته وليس للمنهج العلمى

وأصبح أيضا غايته هى جماعته وتنظيمه وليس الفكرة أو المجتمع

وليت قومي يعلمون

وما من مجيب

عن الكاتب

مركز تجديد للنشر والتوزيع

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

مركز تجديد للنشر والتوزيع - صلاح عبد الفتاح