- جدل اللاهوت المسيحى بين الصوفية والسلفية :
لقد نجحت جهة ما في استغلال ضعف
وعي العقل الإسلامي واستطاعت استحضار جدل اللاهوت المسيحي والذى كان يدور في الفكر
المسيحي قديما حول علاقة الآب بالابن:
وما صورة هذا الجوهر؟
وهل له حيزأم لا ؟
وهل جوهره مثل جوهرنا أم لا؟
وهل الآب جوهر مثل الابن الذى نراه ونلمسه بأيدينا ؟
وهل هذا الجوهر داخل في العالم أم خارج عنه ؟
وهل الآب حادث مثل الابن أم أنه
قديم ؟إلخ إلخ
أقول:
استطاعت هذه الجهة ببراعة تامة استحضار هذا الجدل اللاهوتي المسيحي بين السلفية والصوفية المعاصرة فأفسدت صفاء الصوفية وعكرت علمية العقل السلفي وفرقت بين جناحين مهمين في الفكر الإسلامي فأصبحوا يتراشقون ويتصارعون في صراع لا طائل منه ولا علاقة له بالتصور العقلي عن الذات الإلهية ولا علاقة له بالبناء الإيماني أو السلوكي للفرد المؤمن
ولو قام الصوفية والسلفية بجدل البناء السياسي وتم الاتفاق على وضع رؤية سياسية واحدة مشتركة بينهما لمواجهة الاستبداد لكان ذلك أجدى وأنفع
وحقيقة فإني أحمل حذا الخطأ للصوفية المعاصرون فهم اللذين كانوا أداة
لإثارة هذه القضايا ومواجهة السلفية والتي هى أقرب إلى منهج السلف في العقيدة
وبساطتها وبعدها عن الفلسفة وعلم الكلام
بل لقد استطاعت السلفية المعاصرة بناء تصور عقدي قوى وبدأت تنتقل إلى
بناء تصور سياسي فقام المتربصون بإثارة التصوف ضد العقيدة السلفية
والهدف من ذلك هو إعادة السلفية إلى خط الدفاع عن العقيدة بدلا من الانشغال
ببناء تصور سياسي